فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱمۡرَأَتَ فِرۡعَوۡنَ إِذۡ قَالَتۡ رَبِّ ٱبۡنِ لِي عِندَكَ بَيۡتٗا فِي ٱلۡجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرۡعَوۡنَ وَعَمَلِهِۦ وَنَجِّنِي مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (11)

{ وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ( 11 ) }

وجعل الله حال المؤمنة الكريمة الصابرة امرأة فرعون مثلا للمؤمنين والمؤمنات وأنهم لا يضرهم أذى أعدائهم ؛ وحين يفرغ عليهم الصبر لا يبالون بما يلاقون في سبيل الاستمساك بدينهم ، فهذه مع أنها المرأة الملكة المترفة لم تجزع من البلاء إذ آمنت بربها فأذاقها زوجها المتأله المتجبر المسرف في فساده ألوان النكال ، لكنها فزعت إلى ذي العزة والجلال ان يبوئها مقعد صدق عند مليك مقتدر ؛ طلبت القرب من ربها الكبير المتعال ، والبعد عن عدوه الممعن في الضلال ، وأن ينقذها من عذاب فرعونها ويعصمها أن تعمل عمله أو عمل القوم الكافرين ومصيرهم .

[ . . كان أعتى أهل الأرض على الله وأبعدهم من الله ، فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها ؛ لتعلموا أن الله حكم عدل لا يؤاخذ عبده إلا بذنبه . ]{[7274]} .


[7274]:- ما بين العارضتين أورده ابن جرير في كتابه [جامع البيان في تفسير القرآن].