الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡۖ فَكَيۡفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوۡمٖ كَٰفِرِينَ} (93)

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة { فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم } قال : ذكر لنا أن نبي الله شعيباً أسمع قومه ، وأن نبي الله صالحاً أسمع قومه كما أسمع والله نبيكم محمد قومه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فكيف آسى } قال : أحزن .

وأخرج ابن عساكر عن مبلة بن عبد الله قال : بعث الله جبريل إلى أهل مدين شطر الليل ليأفكهم بمغانيهم ، فألفى رجلاَ قائماً يتلو كتاب الله ، فهاله أن يهلكه فيمن يهلك ، فرجع إلى المعراج فقال : اللهمَّ أنت سبوح قدوس بعثتني إلى مدين لإِفك مدائنهم فأصبت رجلاً قائماً يتلو كتاب الله ، فأوحى الله : ما أعرفني به هو فلان بن فلان ، فابدأ به فإنه لم يدفع عن محارمي إلا موادعاً .

وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس . أن شعيباً كان يقرأ من الكتب التي كان الله أنزلها على إبراهيم عليه السلام .

وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : في المسجد الحرام قبران ليس فيه غيرهما ، قبر إسماعيل وشعيب . فقبر إسماعيل في الحجر ، وقبر شعيب مقابل الحجر الأسود .

وأخرج ابن عساكر عن وهب بن منبه . أن شعيباً مات بمكة ومن معه من المؤمنين فقبورهم في غربي الكعبة ، بين دار الندوة وبين باب بني سهم .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس قال : كان شعيب خطيب الأنبياء .

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن ابن إسحق قال : ذكر لي يعقوب بن أبي سلمة « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر شعيباً قال : ذلك خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه ، فيما يرادهم به ، فلما كذبوه وتوعدوه بالرجم والنفي من بلاده وعتوا على الله ، أخذهم عذاب يوم الظلة ، فبلغني أن رجلاً من أهل مدين يقال له عمرو بن حلها فما رآها قال : »

يا قوم إن شعيباً مرسل فذروا *** عنكم سميراً وعمران بن شداد

إني أرى عينة يا قوم قد طلعت *** تدعو بصوت على ضمانة الواد

وإنه لا يروي فيه ضحى غد *** إلا الرقيم يحشى بين أنجاد

« وسمير وعمران كاهناهم ، والرقيم كلبهم » .