الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَدِ ٱفۡتَرَيۡنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا إِنۡ عُدۡنَا فِي مِلَّتِكُم بَعۡدَ إِذۡ نَجَّىٰنَا ٱللَّهُ مِنۡهَاۚ وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَاۚ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَاۚ رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ} (89)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { وما يكون لنا أن نعود فيها } قال : ما ينبغي لنا أن نعود في شرككم { بعد إذ نجانا الله إلا أن يشاء الله ربنا } والله لا يشاء الشرك ، ولكن يقول : إلا أن يكون الله قد علم شيئاً فإنه قد وسع كل شيء علماً .

وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن زيد بن أسلم : أنه قال في القدرية والله ما قالوا كما قال الله ولا كما قال النبيون ولا كما قال أصحاب الجنة ولا كما قال أصحاب النار ولا كما قال أخوهم إبليس . قال الله { وما تشاءون إلا أن يشاء } [ الإِنسان : 30 ] وقال شعيب { وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله } وقال أصحاب الجنة { الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله } [ الأعراف : 43 ] وقال أصحاب النار { ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين } [ الزمر : 71 ] وقال إبليس { رب بما أغويتني } [ الحجر : 39 ] .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في الوقف والابتداء والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال : ما كنت أدري ما قوله { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق } حتى سمعت ابنة ذي يزي تقول : تعال أفاتحك : يعني أقاضيك .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ربنا افتح } يقول : اقض .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : الفتح : القضاء . لغة يمانية إذا قال أحدهم : تعال أقاضيك القضاء قال : تعال أفاتحك .