الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡۖ فَكَيۡفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوۡمٖ كَٰفِرِينَ} (93)

{ فتولى عنهم }[ 93 ] .

أي : أدبر وخرج عنهم ، وقال : { لقد أبلغتكم رسالات ربي }[ 93 ] ، فلم تؤمنوا بها ، { ونصحت لكم } ، فلم تقبلوا ، { فكيف آسى على قوم كافرين }[ 93 ] ، أي : كيف أحزن عليهم { ونصحت لكم } ، فلم تقبلوا ، { فكيف آسى على قوم كافرين }[ 93 ] ، أي : كيف أحزن عليهم وقد كفروا بآيات الله{[24443]} .

وقرأ طلحة بن مصرف{[24444]} ، ويحيى بن وثاب{[24445]} ، والأعمش : ( إيسى " ، بكسر الهمزة{[24446]} ، ( وهي لغة تميم ){[24447]} .


[24443]:انظر: جامع البيان 12/571. وفي ر: الله سبحانه.
[24444]:هو: طلحة بن مصرف بن عمرو،أبو محمد، الكوفي، تابعي كبير، توفي سنة 112هـ. انظر المعارف لابن قتيبة 529 وغاية النهاية 1/343.
[24445]:هو: يحيى بن وثاب الأسدي، مولاهم، تابعي، ثقة، مقرئ الكوفة في زمانه، توفي سنة 103هـ. انظر المعارف لابن قتيبة 529 ومعرفة القراء الكبار 1/62، وغاية النهاية 2/380.
[24446]:في مختصر شواذ القرآن 50، من غير ذكر الأعمش، وفي الكشاف 2/127، من غير ذكر طلحة والأعمش. وانظر: المحرر الوجيز 2/431، والبحر المحيط 4/349، والدر المصون 3/307.
[24447]:وانظر: إعراب القرآن للنحاس 2/139: وتمام نصه: "يقولون: "أنا إضرب". ولزم من ذلك قلب الفاء بعدها ياء؛ لأن الأصل "أأسى"، بهمزتين. كما في الدر المصون 3/307. وأسي أسى من باب تعب...، فهو أسي مثل حزين، المصباح /أسا وما بين الهلالين ساقط من ج. قال النسفي في تفسيره: 2/65: "اشتد حزنه على قومه، ثم أنكر على نفسه فقال: كيف يشتد حزني على قوم ليسوا بأهل للحزن عليهم، لكفرهم واستحقاقهم ما نزل بهم؟ أو أورد: لقد أعذرت لكم في الإبداع، والتحذير مما حل بكم، فلم تصدقوني، فكيف آسى عليكم؟!".