قوله تعالى : { فَكَيْفَ آسى على قَوْمٍ كَافِرِينَ } " كيف " هنا مثل " كيف " في : { كَيْفَ تَكْفُرُونَ } [ البقرة : 28 ] وتقدم الكلام على " آسى " وبابه{[16567]} .
وقرأ ابن وثاب{[16568]} وابن مصرّف والأعمش : " إيسى " بكسر الهمزة التي هي حرف مضارعة ، وتقدم أنها لغة بني أخْيَل في " الفاتحة " ، ولزم من ذلك قلب الفاء بعدها ياءً ؛ لأن الأصل أأسى بهمزتين .
والأسى : شدة الحزن قال العجّاج : [ الرجز ]
وانْحَلَبَتْ عَيْنَاهُ منْ فَرْطِ الأسَى{[16569]} *** . . .
الأول : أنه اشتد حزنه على قومه ، لأنهم كانوا كثيرين ، وكان يتوقع منهم الإيمان ، فلمّا نزل بهم الهلاك العظيم حصل في قلبه من جهة القرابة والمجاورة وطول الألفة حزن ، ثم عزى نفسه وقال : { كيف آسى على قوم كافرين } ، لأنهم هم الذين أهلكوا أنفسهم بإصْرارِهِمْ على الكُفْرِ .
الثاني : أنَّ المعنى : لقد أعْذَرْتُ إليكم في الإبلاغِ والنَّصِيحَةِ والتَّحْذِير مما حلَّ بكم ؛ فلم تسمعوا قولي ، ولم تَقْبَلُوا نَصِيحَتِي " فَكْيَفَ آسَى عَلَيْكُمْ " ، بمعنى أنَّكُمْ لستم مستحقِّين بأنْ آسى عليكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.