الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَٰلَٰتِ رَبِّي وَنَصَحۡتُ لَكُمۡۖ فَكَيۡفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوۡمٖ كَٰفِرِينَ} (93)

قوله : { يا قوم لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رسالات رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ }[ الأعراف :93 ] .

كلامٌ يقتضي حزناً وإِشفاقاً ، لَمَّا رأى هلاكَ قومه ، إِذْ كان أمله فيهم غَيْرَ ذلك ، ولمَّا وجد في نفسه ذلك ، طَلَب أنْ يثير في نفسه سَبَبَ التسلِّي عنهم ، فجعل يعدِّد معاصيهم وإِعراضهم ، ثم قال لنفسه لمَّا نظر وفكَّر : { فَكَيْفَ آسى على قَوْمٍ كافرين } ، ونحو هذا قوله صلى الله عليه وسلم لأَهْل قليب بَدْرٍ ، و{ آسى } معناه : أحزن .

قال مَكِّيٌّ : وسار شعيبٌ بمن معه حتَّى سكن مَكَّة إِلَى أنْ ماتوا بها .