وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن الصامت قال : قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص أرأيت قول الله : { هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون } قال : إن يوم القيامة يوم له حالات وتارات في حال لا ينطقون ، وفي حال ينطقون ، وفي حال يعتذرون ، لا أحدثكم إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام ، وكل أمة جاثية في ثلاث حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة ، حجاب من نور ، وحجاب بن ظلمة ، وحجاب من ماء ، لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة ، ولا تسمع نفس ذلك القول إلا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون » .
وأخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال : سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله تعالى : { هذا يوم لا ينطقون } و { فلا تسمع إلا همساً } [ طه : 108 ] و { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } [ الصافات : 27 ] و { هاؤم اقرءوا كتابيه } [ الحاقة : 19 ] فما هذا ؟ قال : ويحك هل سألت عن هذا أحداً قبلي ؟ قال : لا . قال : إنك لو كنت سألت هلكت ، أليس قال الله تعالى : { وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } [ الحج : 47 ] قال : بلى . قال : وإن لكل مقدار يوم من الأيام لوناً من الألوان .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله : { يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } قال : ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه ؟ قال ابن عباس ، وذكر { لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } [ الرحمن : 39 ] { فوربك لنسألنهم أجمعين } [ الحجر : 92 ] و { هذا يوم لا ينطقون } قال ابن عباس : إنها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء ، فمنها يوم لا ينطقون ، ومنها يوم عبوساً قمطريراً .
وأخرج عبد بن حميد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا : يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله : { هذا يوم لا ينطقون } وقوله : { ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } [ الزمر : 31 ] وقوله : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 6 ] وقوله : { ولا يكتمون الله حديثاً } [ النساء : 42 ] قال : ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم : ساعة لا ينطقون ، ثم يؤذن لهم فيختصمون ، ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون ، فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ، ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا . قال : ذلك قوله : { ولا يكتمون حديثاً } .
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي قال : أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت ، وعبدالله بن عمرو ، وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عبادة : إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله { هذا يوم لا ينطقون } { هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون } ، اليوم لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد ، فقال عبدالله بن عمرو : إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقاً حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال : يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه ، لا يغنيهم مني وزر ، ولا تخفيهم مني خافية : الذي يجعل مع الله إلهاً آخر ، وكل جبار عنيد ، وكل شيطان مريد . قال : فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين . إما قال يوماً وإما عاماً . قال : ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة : قفوا للحساب . فيقولون : والله ما كانت لنا أموال ، وما كنا بعمال . فيقول الله : صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة . فيدخلون قبل الحساب بأربعين . إما قال يوماً وإما عاماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.