فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{هَٰذَا يَوۡمُ لَا يَنطِقُونَ} (35)

{ هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ } أي لا يتكلمون ، قرأ الجمهور برفع يوم على أنه خبر لاسم الإشارة ، قرأ زيد بن علي والأعرج والأعمش وغيرهم بالفتح على البناء لإضافته إلى الفعل ومحله الرفع على الخبرية ، وقيل هو منصوب على الظرفية .

قال الواحدي قال المفسرون : في يوم القيامة مواقف ففي بعضها يتكلمون وفي بعضها يختم على أفواههم فلا يتكلمون ، وقد قدمنا الجمع بهذا في غير موضع ، وقيل إن هذا إشارة إلى وقت دخولهم النار وهم عند ذلك لا ينطقون لأن مواقف السؤال والحساب قد انقضت ، وقال الحسن لا ينطقون بحجة وإن كانوا ينطقون ، والإشارة بهذا إلى ما تقدم من الوعيد كأنه قيل هذا العقاب المذكور كائن يوم لا ينطقون .

وعن عكرمة قال : " سأل نافع بن الأزرق : ابن عباس عن قوله { هذا يوم لا ينطقون } و { لا تسمع لهم إلا همسا } و { أقبل بعضهم على بعض يتساءلون } ، و { هاؤم إقرأوا كتابيه } فقال له ويحك هل سألت عن هذا أحدا قبلي ؟ قال لا قال أما إنك لو كنت سألت هلكت . أليس قال الله { وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون } قال بلى ، قال فإن لكل مقدار يوم من هذه الأيام لونا من الألوان " .