اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هَٰذَا يَوۡمُ لَا يَنطِقُونَ} (35)

قوله : { هذا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ } العامة على رفع «يوم » خبراً ل «هذا » ، أي تقول الملائكة : هذا يوم لا ينطقون .

ويجوز أن يكون قوله «انطَلِقُوا » من قول الملائكة ثم يقول الله لأوليائه : هذا يومُ لا ينطق الكافر ، ومعنى اليوم السَّاعة والوقت .

وزيد بن علي ، والأعرج ، والأعمش ، وأبو حيوة ، وعاصم{[59070]} في بعض طرقه : بالفتحِ ، وفيه وجهان :

أحدهما : أن الفتحة فتحة بناء ، وهو خبر ل «هذا » كما تقدم .

والثاني : أنه منصوب على الظرف واقعاً خبراً ل «هذا » على أن يشار به لما تقدم من الوعيد ، كأنه قال : هذا العقاب المذكور كائن يوم لا ينطقون وقد تقدم آخر المائدة ما يشبه هذا في قوله تعالى : «هذا يَوْم يَنفَع » إلا أن النصب هناك متواتر .


[59070]:ينظر: المحرر الوجيز 5/420، والبحر المحيط 8/399، والدر المصون 6/459.