الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا} (31)

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأب الحشيش للبهائم .

وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : الأب الكلأ والمرعى .

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { وأباً } قال : الأب ما يعتلف منه الدواب . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم أما سمعت قول الشاعر :

ترى به الأب واليقطين مختلطاً *** على الشريعة يجري تحتها العذب

وأخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد عن إبراهيم التيمي قال : سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن قوله : { وأباً } فقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مال لا أعلم .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان والخطيب والحاكم وصححه عن أنس أن عمر قرأ على المنبر { فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً } إلى قوله : { وأباً } قال : كل هذا قد عرفناه فما الأب ؟ ثم رفع عصا كانت في يده ، فقال : هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به . وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : الفاكهة التي يأكلها بنو آدم ، والأب المرعى .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : الفاكهة ما تأكل الناس { وأباً } ما تأكل الدواب .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : ما طاب واحلولى فلكم ، والأب لأنعامكم .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير { وأباً } قال : الكلأ .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي رزين { وفاكهة وأباً } قال : النبات .

وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال : الأب الكلأ .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال : الأبّ هو التبن .

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال : كل شيء ينبت على الأرض فهو الأب .

وأخرج عبد بن حميد عن عبد الرحمن بن يزيد أن رجلاً سأل عمر عن قوله : { وأباً } فلما رآهم يقولون أقبل عليهم بالدرة .

وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن أنس قال : قرأ عمر { وفاكهة وأباً } فقال : هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ؟ ثم قال : مه نهينا عن التكلف .

وأخرج ابن مردويه عن أبي وائل أن عمر سئل عن قوله : { وأباً } ما الأب ؟ ثم قال : ما كلفنا هذا أو ما أمرنا بهذا .