التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا} (31)

قوله تعالى { وفاكهة وأبّا } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد { وفاكهة } قال : ما أكل الناس .

قال ابن خزيمة : حدثنا علي بن المنذر ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا عاصم بن كليب الجرمي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول لي : لا تكلم حتى يتكلموا قال : فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر ، فقال : أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر ) أي ليلة ترونها ؟ قال : فقال بعضهم : ليلة إحدى ، وقال بعضهم : ليلة ثلاث ، وقال آخر : خمس ، وأنا ساكت ، قال : فقال : مالك لا تتكلم ؟ قال : قلت ، إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت قال : فقال : ما أرسلت إليك إلا لتتكلم ، قال : فقلت : أحدثكم برأيي ؟ قال : عن ذلك نسألك قال ، فقلت : السبع رأيت الله عز وجل ذكر سبع سموات ، ومن الأرض سبعا ، وخلق الإنسان من سبع ، ونبت الأرض سبع ، قال ، فقال : هذا أخبرتني ما أعلم ، أرأيت ما لا أعلم ؟ ما هو قولك نبت الأرض سبع ؟ قال : فقلت : إن الله يقول : { ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا } إلى قوله { وفاكهة وأبا } والأب نبت الأرض ما يأكله الدواب ولا يأكله الناس قال ، فقال عمر : أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه بعد إني والله ما أرى القول إلا كما قلت ، وقال : قد كنت أمرتك أن لا تكلم حتى يتكلموا ، وإني آمرك أن تتكلم معهم ، [ الصحيح 3/ 322-323 ح 2172 ] ، قال محققه : إسناده صحيح وأخرجه الحاكم [ المستدرك 1/ 437-438 ] من طريق عبد الله بن إدريس بن عاصم به ] ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وذكره ابن حجر مختصرا في تفسير أبا وصحح إسناده [ الفتح 13/ 271 ] .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله : { وأبّا } : الثمار الرطبة .