الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ} (20)

وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله : { ثم السبيل يسره } يعني بذلك خروجه من بطن أمه يسره له .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة { ثم السبيل يسره } قال : خروجه من الرحم .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { ثم السبيل يسره } قال : خروجه من بطن أمه .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله .

وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح { ثم السبيل يسره } قال : خروجه من الرحم .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { ثم السبيل يسره } قال : هو كقوله : { إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً } [ الإِنسان : 3 ] الشقاء والسعادة .

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن كعب القرظي قال : قرأت في التوراة ، أو قال في مصحف إبراهيم ، فوجدت فيها : يقول الله يا ابن آدم ما أنصفتني ، خلقتك ولم تك شيئاً ، وجعلتك بشراً سوياً ، وخلقتك من سلالة من طين ، ثم جعلتك نطفة في قرار مكين ، ثم خلقت النطفة علقة ، فخلقت العلقة مضغة ، فخلقت المضغة عظاماً ، فكسوت العظام لحماً ، ثم أنشأناك خلقاً آخر . يا ابن آدم هل يقدر على ذلك غيري ؟ ثم خففت ثقلك على أمك حتى لا تتمرض بك ، ولا تتأذى ، ثم أوحيت إلى الأمعاء أن اتسعي ، وإلى الجوارح أن تفرق فاتسعت الأمعاء من بعد ضيقها ، وتفرقت الجوارح من بعد تشبيكها ، ثم أوحيت إلى الملك الموكل بالأرحام أن يخرجك من بطن أمك فاستخلصتك على ريشة من جناحه ، فاطلعت عليك فإذا أنت خلق ضعيف ، ليس لك سن يقطع ولا ضرس يطحن ، فاستخلصت لك في صدر أمك عرقاً يدر لك لبناً بارداً في الصيف ، حاراً في الشتاء ، واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق ، ثم قذفت لك في قلب والدتك الرحمة ، وفي قلب أبيك التحنن ، فهما يكدان ويجهدان ويربيانك ويغذيانك ولا ينامان حتى ينوماك . ابن آدم : أنا فعلت ذلك بك لا لشيء استأهلته به مني أو لحاجة استعنت على قضائها . ابن آدم فلما قطع سنك وطحن ضرسك أطعمتك فاكهة الصيف في أوانها وفاكهة الشتاء في أوانها ، فلما أن عرفت أني ربك عصيتني ، فالآن إذا عصيتني فادعني فإني قريب مجيب وادعني فإني غفور رحيم .