الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَفَٰكِهَةٗ وَأَبّٗا} (31)

قوله : { وَأَبّاً } : الأبُّ للبهائم بمنزلةِ الفاكهةِ للناس . وقيل : هو مُطْلَقُ المَرْعى . قال بعضُهم يمدح النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم :

له دَعْوَةٌ مَيْمونَةٌ ريحُها الصَّبا *** بها يُنْبِتُ اللَّهُ الحَصيدةَ والأَبَّا

وقيل : الأبُّ يابِسُ الفاكهةِ ، وسُمِّي المَرْعى أبَّاً لأنه يُؤَمُّ ويُنْتَجَعُ ، والأَبُّ والأَمَّ بمعنىً . قال :

جِذْمُنا قَيْسٌ ونَجْدٌ دارُنا *** ولنا الأَبُّ بِها والمَكْرَعُ

وأبَّ لكذا ، أي : تَهَيَّأ ، يَؤُبُّ أبَّاً وأَبابة وأَباباً . وأبَّ إلى وطنِهِ ، إذا نَزَعَ إليه نُزوعاً ، تَهَيَّأَ لِقَصْدِه ، وكذا أبَّ لِسَيْفِه ، أي : تهيَّأ لِسَلِّه . وقولُهم : " إبَّانَ ذلك " هو فِعْلان منه ، وهو الزمانُ المُهَيَّأُ لفِعْلِه ومجيئِه .