الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ} (11)

أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه { فلا اقتحم العقبة } قال : جبل في جهنم .

وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي الله عنه مثله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : العقبة النار .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال : للناس عقبة دون الجنة واقتحامها فك رقبة الآية .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي رجاء رضي الله عنه قال : بلغني أن العقبة التي ذكر الله في كتابه مطلعها سبعة آلاف سنة ومهبطها سبعة آلاف سنة .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما { فلا اقتحم العقبة } قال : عقبة بين الجنة والنار .

وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه { فلا اقتحم العقبة } قال : عقبة بين الجنة والنار .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : العقبة سبعون درجة في جهنم .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد { فلا اقتحم العقبة } قال : ألا أسلك الطريق التي فيها النجاة والخير .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن { فلا اقتحم العقبة } قال : جهنم وما أدراك ما العقبة ؟ قال : ذكر لنا أنه ليس من رجل مسلم يعتق رقبة مسلمة إلا كانت فداءه من النار .

وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه : وما أدراك ما العقبة ؟ ثم أخبر عن اقتحامها فقال : فك رقبة ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرقاب أيها أعظم أجراً ؟ قال : «أكثر ثمناً » .

وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إن أمامكم عقبة كؤداً لا يجوزها المثقلون فأنا أريد أن أتخفف لتلك العقبة » .

وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما نزلت { فلا اقتحم العقبة } قيل يا رسول الله : ما عند أحدنا ما يعتق إلا عند أحدنا الجارية السوداء تخدمه وتنوء عليه ، فلو أمرناهن بالزنا فزنين ، فجئن بالأولاد فأعتقناهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر بالزنا ، ثم أعتق الولد » .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أنه بلغها قول أبي هريرة رضي الله عنه : علاقة سوط في سبيل الله أعظم أجراً من عتق ولد زنية ، فقالت عائشة رضي الله عنها : يرحم الله أبا هريرة إنما كان هذا أن الله لما أنزل { فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة } قال : بعض المسلمين ، يا رسول الله : إنه ليس لنا رقبة نعتقها فإنما يكون لبعضنا الخويدم التي لا بد منها فنأمرهن يبغين ، فإذا بغين فولدن ، أعتقنا أولادهن . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تأمروهن بالبغاء لعلاقة سوط في سبيل الله أعظم أجراً من هذا » .

وأخرج ابن مردويه عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أعتق رقبة مؤمنة فإنه يجزى مكان كل عظم من عظامها عظم من عظامه من النار » .

وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة عن عليّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أعتق نسمة مسلمة أو مؤمنة وقى الله بكل عضو منها عضواً منه من النار »

وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال : قلت يا نبي الله : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار ، حتى الفرج بالفرج » .

وأخرج أحمد وابن حبان وابن مردويه والبيهقي عن البراء أن أعرابياً قال لرسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة ؟ قال : أعتق النسمة وفك الرقبة . قال : أوليستا بواحدة ؟ قال : لا إن عتق الرقبة أن تفرد بعتقها ، وفك الرقبة أن تعين في عتقها ، والمنحة الركوب والفيء على ذي الرحم ، فإن لم تطق ذلك فاطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير » .