الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوۡ مِسۡكِينٗا ذَا مَتۡرَبَةٖ} (16)

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ذا مقربة } أي ذا قرابة . وفي قوله : { ذا متربة } يعني بعيد التربة أي غريباً من وطنه .

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { أو مسكيناً ذا متربة } قال : هو المطروح الذي ليس له بيت ، وفي لفظ الحاكم : هو الترب الذي لا يقيه من التراب شيء ، وفي لفظ : هو اللازق بالتراب من شدة الفقر .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه مثله .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { أو مسكيناً ذا متربة } يقول : شديد الحاجة .

وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما { أو مسكيناً ذا متربة } يقول : مسكين ذو بنين وعيال ليس بينك وبينه قرابة .

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { ذا متربة } قال : ذا جهد وحاجة . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر :

تربت يداك ثم قل نوالها *** وترفعت عنك السماء سحابها

وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم { مسكيناً ذا متربة } قال : «الذي مأواه المزابل » .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { ذا متربة } قال : كنا نحدث أن المترب ذو العيال الذي لا شيء له .

وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه : ما عمل الناس بعد الفريضة أحب إلى الله من إطعام مسكين .