الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى} (17)

وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله بلال وعامر بن فهيرة والنهدية وابنتها وزنيرة وأم عيسى وأمة بني المؤمل ، وفيه نزلت { وسيجنبها الأتقى } إلى آخر السورة .

وأخرج أحمد ومسلم وابن حبان والطبراني وابن مردويه عن جابر بن عبد الله : «أن سراقة بن مالك قال : يا رسول الله أفي أي شيء نعمل ؟ أفي شيء ثبتت فيه المقادير ، وجرت فيه الأقلام أم في شيء نستقبل فيه العمل ؟ قال : بل في شيء ثبتت فيه المقادير وجرت فيه الأقلام . قال سراقة : ففيم العمل إذن يا رسول الله ؟ قال : اعملوا فكل ميسر لما خلق له ، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية { فأما من أعطى واتقى } إلى قوله : { فسنيسره للعسرى } » .

وأخرج ابن قانع وابن شاهين وعبدان كلهم في الصحابة عن بشير بن كعب الأسلمي أن سائلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم العمل قال : «فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير ، فاعملوا ، فكل ميسر لما خلق له ، ثم قرأ { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى } » .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { وسيجنبها الأتقى } قال : هو أبو بكر الصديق .