الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَأَمَّا بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثۡ} (11)

أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد { وأما بنعمة ربك فحدث } قال : بالنبوّة التي أعطاك ربك .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { وأما بنعمة ربك فحدث } قال : بالقرآن .

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن مقسم قال : لقيت الحسن بن علي بن أبي طالب ، فصافحته ، فقال : التقابل مصافحة المؤمن . قلت أخبرني عن قوله : { وأما بنعمة ربك فحدث } قال : الرجل المؤمن يعمل عملاً صالحاً فيخبر به أهل بيته . قلت أي الأجلين قضى موسى الأول أو الآخر ؟ قال : الآخر .

وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن الحسن بن علي في قوله : { وأما بنعمة ربك فحدث } قال : إذا أصبت خيراً فحدث إخوانك .

وأخرج ابن جرير عن أبي نضرة قال : كان المسلمون يرون أن من شكر النعمة أن يحدث بها .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والبيهقي في شعب الإِيمان بسند ضعيف عن أنس بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر : «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله ، والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر ، والجماعة رحمة » .

وأخرج ابن داود عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من أبلى بلاء فذكره فقد شكره ، وإن كتمه فقد كفره ، ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوب زور » .

وأخرج أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أعطى عطاء فوجده فليخبر به ، فإن لم يجد فليثن به ، فمن أثنى به فقد شكره ، ومن كتمه فقد كفره » .

وأخرج أحمد والطبراني في الأوسط والبيهقي عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أولى معروفاً فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره ، فإن من ذكره فقد شكره » .

وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أولى معروفاً فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره ، فإن من ذكره فقد شكره » .

وأخرج سعيد بن منصور عن عمر بن عبد العزيز قال : إن ذكر النعمة شكر .

وأخرج البيهقي عن الحسن قال : أكثر واذكر هذه النعمة فإن ذكرها شكر .

وأخرج البيهقي عن الجريري قال : كان يقال : إن تعداد النعم من الشكر .

وأخرج البيهقي عن يحيى بن سعيد قال : كان يقال : تعداد النعم من الشكر .

وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة قال : من شكر النعمة إفشاؤها .

وأخرج البيهقي عن فضيل بن عياض قال : كان يقال : من شكر النعمة أن يحدث بها .

وأخرج البيهقي عن ابن أبي الحواري قال : جلس فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة ليلة إلي الصباح يتذاكران النعم ، أنعم الله علينا في كذا ، أنعم الله علينا في كذا .

وأخرج الطبراني عن أبي الأسود الدؤلي وزاذان الكندي قالا : قلنا لعلي : حدثنا عن أصحابك . فذكر مناقبهم . قلنا : فحدثنا عن نفسك . قال : مهلاً نهى الله عن التزكية . فقال له رجل : فإن الله يقول { وأما بنعمة ربك فحدث } قال : فإني أحدث بنعمة ربي ، كنت والله إذا سألت أعطيت ، وإذا سكت ابتدئت .