الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَسَوۡفَ يُعۡطِيكَ رَبُّكَ فَتَرۡضَىٰٓ} (5)

وأخرج ابن أبي حاتم وعبد بن حميد وابن جرير والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي وابن مردويه وأبو نعيم كلاهما في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته من بعده كفراً كفراً ، فسر بذلك ، فأنزل الله { ولسوف يعطيك ربك فترضى } فأعطاه في الجنة ألف قصر من لؤلؤ ترابه المسك ، في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم .

وأخرج ابن جرير من طريق السدي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال : من رضا محمد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار .

وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال : رضاه أن تدخل أمته الجنة كلهم .

وأخرج الخطيب في تلخيص المتشابه من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال : لا يرضى محمد ، واحد من أمته في النار .

وأخرج مسلم عن ابن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله في إبراهيم { فمن تبعني فإنه مني } [ إبراهيم : 36 ] وقول عيسى { إن تعذبهم فإنهم عبادك } [ النساء : 118 ] الآية . فرفع يديه وقال : «اللهم أمتي أمتي وبكى ، فقال الله : يا جبريل اذهب إلى محمد فقل له : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك » .

وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق حرب بن شريح رضي الله عنه قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين : أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بها أهل العراق ، أحق هي ؟ قال : إي والله ، حدثني عمي محمد بن الحنفية عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «أشفع لأمتي حتى يناديني ربي أرضيت يا محمد ؟ فأقول : نعم يا رب رضيت » ثم أقبل علي فقال : إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجى آية في كتاب الله { يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً } [ الزمر : 53 ] قلت : إنا لنقول ذلك . قال فكلنا أهل البيت نقول : إن أرجى آية في كتاب الله { ولسوف يعطيك ربك فترضى } وهي الشفاعة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله : { ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال : هي الشفاعة .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا { ولسوف يعطيك ربك فترضى } » .

وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه وابن لال وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال : «دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من حملة الإِبل ، فلما نظر إليها قال : يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً فأنزل الله { ولسوف يعطيك ربك فترضى } » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { ولسوف يعطيك ربك فترضى } قال : ذلك يوم القيامة هي الجنة .