الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ} (1)

مقدمة السورة:

أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة { ألم نشرح } بمكة . زاد بعضهم : بعد ( الضحى ) .

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : أنزل { ألم نشرح } بمكة .

وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : نزلت سورة { ألم نشرح } بمكة .

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { ألم نشرح لك صدرك } قال : شرح الله صدره للإِسلام .

1

وأخرج البيهقي في الدلائل عن إبراهيم بن طهمان قال : سألت سعداً عن قوله : { ألم نشرح لك صدرك } فحدثني به عن قتادة عن أنس قال : شق بطنه من عند صدره إلى أسفل بطنه فاستخرج من قلبه ، فغسل في طست من ذهب ، ثم ملء إيماناً وحكمة ، ثم أعيد مكانه .

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبيّ بن كعب أن أبا هريرة قال : يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوّة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً وقال : «لقد سألت أبا هريرة إني لفي صحراء ابن عشرين سنة وأشهراً إذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل : أهو هو ؟ فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط ، وأرواح لم أجدها في خلق قط ، وثياب لم أجدها على أحد قط ، فأقبلا إليّ يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي ، لا أجد لأخذهما مسّاً ، فقال أحدهما لصاحبه : أضجعه . فأضجعني بلا قصر ولا هصر ، فقال أحدهما : افلق صدره ، فخوّى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع ، فقال له : أخرج الغل والحسد . فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ، ثم نبذها ، فطرحها ، فقال له : أدخل الرأفة والرحمة ، فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة ، ثم هز إبهام رجلي اليمنى . وقال : اغدوا سلم ، فرجعت بها أغدو بها رقة على الصغير ورحمة للكبير » .

وأخرج أحمد عن عتبة بن عبد السلمي أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله ؟ قال : «كانت حاضنتي بنت سعد بن بكر » .