الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى} (17)

17

أخبرني الحسين قال : حدّثنا أبو حذيفة أحمد بن محمد بن علي قال : حدّثنا عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الله المقري قال : حدّثنا جدّي قال : حدّثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن سالم .

وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن يوسف قال : حدّثنا ابن عمران قال : حدّثنا أبو عبيد الله المخزومي قال : حدّثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أنّ أبا بكر رضي الله عنه اعتق من كان يعذّب في الله : بلال وعامر بن فهيرة والنهدية وبنتها وزنيرة وأم عميس وأمة بني المؤمّل .

فأما زنيرة فكانت رومية وكانت لبني عبد الدار ، فلمّا أسلمت عميت ، فقالوا : أعمتها اللات والعزى .

فقالت : هي تكفر باللات والعزى ، فردّ الله إليها بصرها ، ومرّ أبو بكر بها وهي تطحن وسيّدتها تقول : والله لا أعتقك حتى يعتقك صُباتك ، فقال أبو بكر فحلى إذاً يا أم فلان فبكمْ هي إذاً ؟ قالت : بكذا وكذا أوقية ، قال : قد أخذتها ، قومي ، قالت : حتى أفرغ من طحني .

وأما بلال فاشتراه ، وهو مدفون بالحجارة ، فقالوا : لو أبيت إلاّ أوقية واحدة لبعناك ، فقال أبو بكر : لو أبيتم إلاّ مائة أوقية لأخذته ، وفيه نزلت يعني أبا بكر ، { وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } إلى آخرها ، وأسلم وله أربعون ألفاً فأنفقها كلّها ، يعني أبا بكر .

وأنبأني عبد الله بن حامد قال : أخبرني أبو سعيد الحسن بن أحمد بن جعفر اليزدي قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي عبد الرحمن المقري قال : حدّثنا سفيان ، عن عتبة قال : حدّثني من سمع ابن الزبير على المنبر وهو يقول : كان أبو بكر يبتاع الضعفة فيعتقهم ، فقال له أبوه : يا بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك ، قال : [ إنما أريد ما أُريد ] فنزلت فيه { وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى } إلى آخر السورة ، وكان اسمه عبد الله بن عثمان .

عن عطاء ، عن ابن عباس ، في هذه الآية " أن بلالا لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسلح عليها ، وكان المشركون وكلوا امراة تحفظ الأصنام ، فأخبرتهم المرأة ، وكان بلال عبداً لعبد الله ابن جدعان ، فشكوا إليه ، فوهبه لهم ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم ، فأخذوه وجعلوا يعذبونه في الرمضاء ، وهو يقول : أحداً أحد ، فمرّ به النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ينجيك أحد أحد ، ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن بلالا يعذَّب في الله ، فحمل أبو بكر رطلا من ذهب فابتاعه به " .

/د17