فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ} (2)

قوله : { أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ الله } مفعول له حذف منه اللام : كذا في الكشاف ، وفيه أنه ليس بفعل لفاعل الفعل المعلل . وقيل : أن هي المفسرة لما في التفصيل من معنى القول . وقيل : هو كلام مبتدأ منقطع عما قبله ، محكياً على لسان النبيّ صلى الله عليه وسلم . قال الكسائي والفراء : التقدير أحكمت بأن لا تعبدوا إلا الله . وقال الزجاج : أحكمت ثم فصلت لئلا تعبدوا إلا الله ، ثم أخبرهم رسول الله بأنه نذير وبشير ، فقال : { إِنَّنِي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِير وَبَشِير } أي : ينذرهم ويخوّفهم من عذابه لمن عصاه ، ويبشرهم بالجنة والرضوان لمن أطاعه ، والضمير في منه راجع إلى الله سبحانه . أي إنني لكم نذير وبشير من جهة الله سبحانه ؛ وقيل : هو من كلام الله سبحانه كقوله : { وَيُحَذّرُكُمُ الله نَفْسَهُ } .

/خ8