ثم أكد كونه عالماً بكل المعلومات بما فيه غاية الامتنان ، ونهاية الإحسان ، فقال : { وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأرض إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا } أي : الرزق الذي تحتاج إليه من الغذاء اللائق بالحيوان ، على اختلاف أنواعه تفضلاً منه وإحساناً ، وإنما جيء به على طريق الوجوب ، كما تشعر به كلمة «على » اعتباراً بسبق الوعد به منه ، ومن زائدة للتأكيد ، ووجه اتصال هذا الكلام بما قبله : أن الله سبحانه لما كان لا يغفل عن كل حيوان باعتبار ما قسمه له من الرزق ، فكيف يغفل عن أحواله ، وأقواله ، وأفعاله . والدابة : كل حيوان يدب { وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا } أي : محل استقرارها في الأرض ، أو محل قرارها في الأصلاب { وَمُسْتَوْدَعَهَا } موضعها في الأرحام ، وما يجري مجراها كالبيضة ونحوها . وقال الفراء : مستقرها : حيث تأوي إليه ليلاً ونهاراً ، ومستودعها : موضعها الذي تموت فيه ، وقد مرّ تمام الأقوال في سورة الأنعام ، ووجه تقدّم المستقر على المستودع على قول الفراء ظاهر . وأما على القول الأوّل : فلعله وجه ذلك أن المستقر أنسب باعتبار ما هي عليه حال كونها دابة . والمعنى : وما من دابة في الأرض إلا يرزقها الله حيث كانت من أماكنها بعد كونها دابة ، وقبل كونها دابة ، وذلك حيث تكون في الرحم ونحوه . ثم ختم الآية بقوله : { كُلٌّ فِي كِتَابٍ مبِينٍ } أي : كل من ما تقدّم ذكره من الدوّاب ، ومستقرّها ومستودعها ، ورزقها في كتاب مبين ، وهو اللوح المحفوظ : أي مثبت فيه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.