{ ألا تعبدوا } أي بوجه من الوجوه { إلا الله } أي الإله الأعظم{[38756]} .
ولما كان هذا معظم ما أرسل به صلى الله عليه وسلم ومداره ، استأنف الإخبار بأنه أرسله سبحانه مؤكداً له لأجل إنكارهم{[38757]} فقال : { إنني } ولما كان إرساله صلى الله عليه وسلم لأجل رحمة العالمين ، قدم ضميرهم فقال : { لكم منه } أي خاصة ، ثم أجمل القرآن كله في وصفيه صلى الله عليه مسلم بقوله : مقدماً ما هو أنسب لختام التي قبلها بالصبر{[38758]} : { نذير وبشير } كامل في كل من الوصفين غاية الكمال{[38759]} ، وهذا التقدير يرشد إليه قوله تعالى أول التي قبلها{ أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس }[ يونس : 2 ] مع إيضاحه لما عطف عليه قوله تعالى :
ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه أن }[ هود : 25 ] عطفناه عليه ، وإظهاره لفائدة عطفه كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، ويرجح أن " لا " ناهية جازمة ل { تعبدوا } عطف { أن استغفروا } عليه ، فقد ظهر من تلويح هذا وتصريحه وتصريح ما في{[38760]} بقية السورة أن مقصودها وصف الكتاب بالإحكام والتفصيل بما يعجز الخلق لأنه من عند من هو شامل العلم كامل القدرة فهو بالغ الحكمة يعيد الخلق للجزاء{[38761]} كما بدأهم للعمل فوجب إفراده بالعبادة وأن يمتثل جميع أمره ، ولا يترك شيء منه رجاء إقبال أحد ولا خوف إدباره ، ولا يخشى غيره . ولا يركن إلى سواه ، على ذلك مضى جميع النبيين ودرج سائر المرسلين صلى الله عليه وسلم أجمعين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.