التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ} (2)

قوله تعالى { ألا تعبدوا إلا الله إنّني لكم منه نذير وبشير } .

قال ابن كثير : { ألا تعبدوا إلى الله } أي نزل هذا القرآن المحكم المفصل لعبادة الله وحده لا شريك له كقوله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } وقال { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } وقوله { إنني لكم منه نذير وبشير } أي إني لكم نذير من العذاب إن خالفتموه ، وبشير بالثواب إن أطعتموه كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد الصفا فدعا بطون قريش الأقرب ثم الأقرب فاجتمعوا فقال : " يا معشر قريش أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا تصبحكم ألستم مصدقي ؟ " فقالوا : ما جربنا عليك كذبا قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " أ . ه .

( صحيح البخاري-ك الإيمان ، ب ما جاء إن الأعمال بالنيات ) ، ( وصحيح مسلم-ك الوصية ، ب الوصية بالثلث ) .

قال الشيخ الشنقيطي : هذه الآية فيها الدلالة الواضحة على أن الحكمة العظمى التي أنزل القرآن من أجلها هي : أن يعبد الله جل وعلا وحده ، ولا يشرك به في عبادته شيء ، لأن قوله جل وعلا { كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله } الآية-صريح في أن آيات هذا الكتاب فصلت من عند الحكيم الخبير لأجل أن يعبد الله وحده ، سواء قلنا إن ( أن ) هي المفسرة أو أن المصدر المنسبك منها ومن صلتها مفعول من أجله ، لأن ضابط ( أن ) المفسرة أن يكون ما قبلها متضمنا معنى القول ، ولا يكون فيه حروف القول .

قوله تعالى { إنني لكم منه نذير وبشير }

انظر حديث ابن عباس الآتي عند الآية ( 214 ) من سورة الشعراء .