فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ٱلۡمِيثَٰقَ} (20)

ثم وصفهم بهذه الأوصاف المادحة ، فقال : { الذين يُوفُونَ بِعَهْدِ الله } أي : بما عقدوه من العهود فيما بينهم وبين ربهم ، أو فيما بينهم وبين العباد { وَلاَ يِنقُضُونَ الميثاق } الذي وثقوه على أنفسهم ، وأكدوه بالإيمان ونحوها ، وهذا تعميم بعد التخصيص ، لأنه يدخل تحت الميثاق كل ما أوجبه العبد على نفسه كالنذور ونحوها ، ويحتمل أن يكون الأمر بالعكس فيكون من التخصيص بعد التعميم على أن يراد بالعهد جميع عهود الله ، وهي أوامره ونواهيه التي وصى بها عبيده ، ويدخل في ذلك الالتزامات التي يلزم بها العبد نفسه ، ويراد بالميثاق : ما أخذه الله على عباده حين أخرجهم من صلب آدم في عالم الذرّ المذكور في قوله سبحانه : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي ءادَمَ } [ الأعراف : 171 ] .

/خ25