فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَةٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِيٓ إِلَيۡهِ مَنۡ أَنَابَ} (27)

{ وَيَقُولُ الذين كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مّن رَّبّهِ } أي يقول : أولئك المشركون من أهل مكة هلا أنزل على محمد آية من ربه ؟ وقد تقدّم تفسير هذا قريباً ، وتكرر في مواضع { قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَن يَشَاء } أمره الله سبحانه أن يجيب عليهم بهذا ، وهو أن الضلال بمشيئة الله سبحانه ، من شاء أن يضله ضلّ كما ضلّ هؤلاء القائلون { لولا أنزل عليه آية من ربه } ، { وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } أي : ويهدي إلى الحق ، أو إلى الإسلام ، أو إلى جنابه - عزّ وجلّ - { مَنْ أَنَابَ } : أي : من رجع إلى الله بالتوبة والإقلاع عما كان عليه ، وأصل الإنابة الدخول في نوبة الخير . كذا قال النيسابوري .

/خ30