فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ طُوبَىٰ لَهُمۡ وَحُسۡنُ مَـَٔابٖ} (29)

{ الذين امَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات طوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَئَابٍ } الموصول مبتدأ خبره الجملة الدعائية ، وهي طوبى لهم على التأويل المشهور ، ويجوز أن يكون الموصول في محل نصب على المدح ، وطوبى لهم خبر مبتدأ محذوف ، ويجوز أن يكون الموصول بدلاً من القلوب على حذف مضاف أي : قلوب الذين آمنوا . قال أبو عبيدة ، والزجاج ، وأهل اللغة : طوبى فعلى من الطيب . قال ابن الأنباري : وتأويلها الحال المستطابة ، وقيل : طوبى شجرة في الجنة ، وقيل : هي الجنة ، وقيل : هي البستان بلغة الهند ، وقيل : معنى { طوبى لهم } : حسنى لهم ، وقيل : خير لهم ، وقيل : كرامة لهم ، وقيل : غبطة لهم ، قال النحاس : وهذه الأقوال متقاربة ، والأصل طيبى فصارت الياء واواً لسكونها وضم ما قبلها ، واللام في " لهم " للبيان مثل سقياً لك ورعياً لك ، وقرئ ( حسن مآب ) بالنصب والرفع ، من آب إذا رجع أي : وحسن مرجع ، وهو الدار الآخرة .

/خ30