{ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابتغاء وَجْهِ رَبّهِمْ } قيل : هو كلام مستأنف ، وقيل : معطوف على ما قبله ، والتعبير عنه بلفظ المضيّ للتنبيه على أنه ينبغي تحققه ، والمراد بالصبر الصبر على الإتيان بما أمر الله به ، واجتناب ما نهى عنه . وقيل : على الرزايا والمصائب ، ومعنى كون ذلك الصبر لابتغاء وجه الله : أن يكون خالصاً له ، لا شائبة فيه لغيره { وأقاموا الصلاة } أي : فعلوها في أوقاتها على ما شرعه الله سبحانه في أذكارها وأركانها مع الخشوع والإخلاص ، والمراد بها الصلوات المفروضة ، وقيل أعمّ من ذلك { وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } أي : أنفقوا بعض ما رزقناهم ، والمراد بالسرّ : صدقة النفل ، والعلانية : صدقة الفرض ؛ وقيل : السرّ لمن لم يعرف بالمال ، أو لا يتهم بترك الزكاة ، والعلانية لمن كان يعرف بالمال أو يتهم بترك الزكاة { وَيَدْرَءونَ بالحسنة السيئة } أي : يدفعون سيئة من أساء إليهم بالإحسان إليه كما في قوله تعالى : { ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ } [ فصلت : 34 ] ، أو يدفعون بالعمل الصالح العمل السيئ ، أو يدفعون الشرّ بالخير ، أو المنكر بالمعروف ، أو الظلم بالعفو ، أو الذنب بالتوبة ، ولا مانع من حمل الآية على جميع هذه الأمور ، والإشارة بقوله : { أولئك } إلى الموصوفين بالصفات المتقدّمة { لَهُمْ عقبى الدار } العقبى مصدر كالعاقبة ؛ والمراد بالدار الدنيا ، وعقباها الجنة ؛ وقيل : المراد بالدار الدار الآخرة ، وعقباها الجنة للمطيعين ، والنار للعصاة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.