هذا شروع في بيان شيء آخر مما جادلت فيه اليهود بالباطل ، وذلك أنهم قالوا : إن بيت المقدس أفضل ، وأعظم من الكعبة لكونه مهاجر الأنبياء ، وفي الأرض المقدسة فردّ الله ذلك عليهم بقوله : { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ } الآية ، فقوله : { وُضِعَ } صفة لبيت ، وخبر «إن » قوله : { للَّذِي بِبَكَّة } فنبه تعالى بكونه أول متعبد على أنه أفضل من غيره ، وقد اختلف في الباني له في الابتداء ، فقيل : الملائكة ، وقيل : آدم ، وقيل : إبراهيم ، ويجمع بين ذلك بأول من بناه الملائكة ، ثم جدده آدم ، ثم إبراهيم . وبكة علم للبلد الحرام ، وكذا مكة ، وهما لغتان ، وقيل : إن بكة ؛ اسم لموضع البيت ، ومكة اسم للبلد الحرام ؛ وقيل : بكة للمسجد ، ومكة للحرم كله ؛ قيل : سميت بكة لازدحام الناس في الطواف ، يقال : بك القوم : ازدحموا . وقيل : البك : دق العنق ، سميت بذلك ؛ لأنها كانت تدق أعناق الجبابرة . وأما تسميتها بمكة ، فقيل : سميت بذلك لقلة ما بها ؛ وقيل : لأنها تمك المخ من العظم بما ينال ساكنها من المشقة ، ومنه مككت العظم : إذا أخرجت ما فيه ، ومك الفصيل ضرع أمه ، وامتكه : إذا امتصه ؛ وقيل : سميت بذلك ؛ لأنها تمك من ظلم فيها ، أي : تهلكه . قوله : { مُبَارَكاً } حال من الضمير في { وضع } أو من متعلق الظرف ؛ لأن التقدير للذي استقر ببكة مباركاً ، والبركة : كثرة الخير الحاصل لمن يستقر فيه ، أو يقصده ، أي : الثواب المتضاعف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.