والاستفهام في قوله : { لِمَ تَصُدُّونَ } يفيد ما أفاده الاستفهام الأول . وقرأ الحسن : { تَصُدُّونَ } من أصد ، وهما لغتان : مثل صد اللحم ، وأصد : إذا تغير ، وأنتن ، وسبيل الله دينه الذي ارتضاه لعباده ، وهو دين الإسلام ، والعوج : الميل ، والزيغ ، يقال : عوج بالكسر إذا كان في الدين ، والقول ، والعمل ، وبالفتح في الأجسام كالجدار ، ونحوه ، روي ذلك عن أبي عبيدة ، وغيره ، ومحل قوله : { تبغونها عوجاً } النصب على الحال . والمعنى : تطلبون لها اعوجاجاً ، وميلاً عن القصد ، والاستقامة بإبهامكم على الناس بأنها كذلك تثقيفاً لتحريفكم ، وتقويماً لدعاويكم الباطلة . وقوله : { وَأَنْتُمْ شُهَدَاء } جملة حالية ، أي : كيف تطلبون ذلك بملة الإسلام ، والحال أنكم تشهدون أنها دين الله الذي لا يقبل غيره ، كما عرفتم ذلك من كتبكم المنزلة على أنبيائكم ، قيل : إن في التوراة أن دين الله الذي لا يقبل غيره الإسلام ، وأن فيه نعت محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وقيل : المراد : { وَأَنْتُمْ شُهَدَاء } أي : عقلاء ، وقيل : المعنى وأنتم شهداء بين أهل دينكم مقبولون عندهم ، فكيف تأتون بالباطل الذي يخالف ما أنتم عليه بين أهل دينكم ؟ ثم توعدهم سبحانه بقوله : { وَمَا الله بغافل عَمَّا تَعْمَلُونَ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.