فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَا فَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ} (56)

{ جَهَنَّم يَصْلَوْنَهَا } ، وانتصاب { جهنم } على أنها بدل من { شرّ مآب } ، أو منصوبة بأعني ، ويجوز أن يكون عطف بيان على قول البعض كما سلف قريباً ، ويجوز أن يكون منصوباً على الاشتغال ، أي يصلون جهنم يصلونها ، ومعنى { يصلونها } : يدخلونها ، وهو في محل نصب على الحالية { فَبِئْسَ المهاد } أي بئس ما مهدوا لأنفسهم وهو الفراش ، مأخوذ من مهد الصبي ، ويجوز أن يكون المراد بالمهد الموضع ، والمخصوص بالذمّ محذوف ، أي : بئس المهاد هي كما في قوله : { لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } [ الأعراف : 41 ] شبه الله سبحانه ما تحتهم من نار جهنم بالمهاد .