فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (27)

قوله : { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هذا القرءان مِن كُلّ مَثَلٍ } قد قدّمنا تحقيق المثل ، وكيفية ضربه في غير موضع ، ومعنى : { مِن كُلّ مَثَلٍ } ما يحتاجون إليه ، وليس المراد ما هو أعمّ من ذلك ، فهو هنا كما في قوله : { مَّا فَرَّطْنَا فِي الكتاب مِن شَيء } [ الأنعام : 38 ] أي من شيء يحتاجون إليه في أمر دينهم . وقيل : المعنى ما ذكرنا من إهلاك الأمم السالفة مثل لهؤلاء { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } يتعظمون فيعتبرون .