فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ لِلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّۖ فَمَنِ ٱهۡتَدَىٰ فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِوَكِيلٍ} (41)

ثم لما كان يعظم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إصرارهم على الكفر أخبره بأنه لم يكلف إلا بالبيان ، لا بأن يهدي من ضلّ ، فقال : { إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب لِلنَّاسِ } أي لأجلهم ، ولبيان ما كلفوا به ، و{ بالحق } حال من الفاعل أو المفعول ، أي : محقين ، أو ملتبساً بالحقّ { فَمَنُ اهتدى } طريق الحق ، وسلكها { فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ } عنها { فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي على نفسه ، فضرر ذلك عليه لا يتعدّى إلى غيره { وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أي بمكلف بهدايتهم مخاطب بها ، بل ليس عليك إلا البلاغ وقد فعلت . وهذه الآيات هي منسوخة بآية السيف ، فقد أمر الله رسوله بعد هذا أن يقاتلهم حتى يقولوا لا إله إلا الله ، ويعملوا بأحكام الإسلام .