فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِيٓ أُمَمٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ خَٰسِرِينَ} (18)

{ أُوْلَئِكَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول } أي أولئك القائلون هذه المقالات هم الذين حقّ عليهم القول : أي وجب عليهم العذاب بقوله سبحانه لإبليس : { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ ص : 85 ] كما يفيده قوله : { فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مّنَ الجن والإنس } ، وجملة : { إِنَّهُمْ كَانُواْ خاسرين } تعليل لما قبله ، وهذا يدفع كون سبب نزول الآية عبد الرحمن بن أبي بكر ، وأنه الذي قال لوالديه ما قال ، فإنه من أفاضل المؤمنين ، وليس ممن حقت عليه كلمة العذاب ، وسيأتي بيان سبب النزول في آخر البحث إن شاء الله .