فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ} (6)

{ وَإِذَا حُشِرَ الناس كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَاء } أي إذا حشر الناس العابدين للأصنام كان الأصنام لهم أعداء يتبرأ بعضهم من بعض ، ويلعن بعضهم بعضاً ، وقد قيل إن الله يخلق الحياة في الأصنام فتكذبهم . وقيل المراد أنها تكذبهم وتعاديهم بلسان الحال لا بلسان المقال . وأما الملائكة والمسيح وعزير والشياطين فإنهم يتبرّءون ممن عبدهم يوم القيامة ، كما في قوله تعالى : { تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } [ القصص : 63 ] { وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كافرين } أي كان المعبودون بعبادة المشركين إياهم كافرين : أي جاحدين مكذبين ، وقيل : الضمير في { كانوا } للعابدين ، كما في قوله : { والله رَبّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ، والأوّل أولى .

/خ9