{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الذين كَفَرُواْ عَلَى النار } الظرف متعلق بمحذوف : أي اذكر لهم يا محمد يوم ينكشف الغطاء ، فينظرون إلى النار ويقربون منها ، وقيل : معنى { يعرضون } : يعذبون من قولهم : عرضه على السيف ، وقيل : في الكلام قلب . والمعنى : تعرض النار عليهم { أَذْهَبْتُمْ طيباتكم فِي حياتكم الدنيا } أي يقال لهم ذلك ، قيل وهذا المقدّر هو الناصب للظرف ، والأوّل أولى . قرأ الجمهور { أَذَهَبْتُمْ } بهمزة واحدة ، وقرأ الحسن ، ونصر وأبو العالية ، ويعقوب وابن كثير بهمزتين مخففتين . ومعنى الاستفهام : التقريع والتوبيخ . قال الفراء والزجاج : العرب توبخ بالاستفهام وبغيره ، فالتوبيخ كائن على القراءتين . قال الكلبي : المراد بالطيبات : اللذات ، وما كانوا فيه من المعايش { واستمتعتم بِهَا } أي بالطيبات ، والمعنى : أنهم اتبعوا الشهوات واللذات التي في معاصي الله سبحانه ، ولم يبالوا بالذنب تكذيباً منهم لما جاءت به الرّسل من الوعد بالحساب والعقاب والثواب { فاليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون } أي العذاب الذي فيه ذلّ لكم ، وخزي عليكم . قال مجاهد ، وقتادة : الهون : الهوان بلغة قريش { بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحق } أي بسبب تكبركم عن عبادة الله ، والإيمان به وتوحيده { وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } أي تخرجون عن طاعة الله ، وتعملون بمعاصيه ، فجعل السبب في عذابهم أمرين : التكبر عن اتباع الحق ، والعمل بمعاصي الله سبحانه وتعالى ، وهذا شأن الكفرة ، فإنهم قد جمعوا بينهما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.