والإشارة بقوله : { أولئك } إلى الإنسان المذكور ، والجمع لأنه يراد به الجنس ، وهو مبتدأ ، وخبره : { الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } من أعمال الخير في الدنيا ، والمراد بالأحسن : الحسن ، كقوله : { واتبعوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم } [ الزمر : 55 ] وقيل : إن اسم التفضيل على معناه ويراد به : ما يثاب العبد عليه من الأعمال ، لاما لا يثاب عليه كالمباح فإنه حسن ، وليس بأحسن { وَنَتَجَاوَزُ عَن سيئاتهم } فلا نعاقبهم عليها . قرأ الجمهور ( يتقبل ، ويتجاوز ) على بناء الفعلين للمفعول . وقرأ حمزة ، والكسائي بالنون فيهما على إسنادهما إلى الله سبحانه ، والتجاوز الغفران ، وأصله من جزت الشيء : إذا لم تقف عليه ، ومعنى { فِي أصحاب الجنة } : أنهم كائنون في عدادهم منتظمون في سلكهم ، فالجارّ والمجرور في محل النصب على الحال كقولك : أكرمني الأمير في أصحابه : أي كائناً في جملتهم ، وقيل : إن «في » بمعنى «مع » أي مع أصحاب الجنة ، وقيل : إنهما خبر مبتدأ محذوف أي هم في أصحاب الجنة { وَعْدَ الصدق الذي كَانُواْ يُوعَدُونَ } وعد الصدق مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة ؛ لأن قوله : { أُوْلَئِكَ الذين نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ } إلخ ، في معنى الوعد بالتقبل والتجاوز ، ويجوز أن يكون مصدراً لفعل محذوف ، أي وعدهم الله وعد الصدق الذي كانوا يوعدون به على ألسن الرسل في الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.