فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلطُّورِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الطور

هي تسع وأربعون آية ، وقيل ثمان وأربعون وهي مكية . قال القرطبي : في قول الجميع وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت الطور بمكة . وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله . وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جبير بن مطعم قال : «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور » . وأخرج البخاري وغيره عن أم سلمة «أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت بالطور وكتاب مسطور » .

قوله : { والطور } قال الجوهري : هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى . قال مجاهد ، والسديّ : الطور بالسريانية الجبل ، والمراد به طور سيناء . قال مقاتل بن حيان : هما طوران ، يقال لأحدهما : طور سيناء ، وللآخر : طور زيتا ، لأنهما ينبتان التين والزيتون . وقيل : هو جبل مدين ، وقيل : إن الطور كل جبل ينبت ، وما لا ينبت فليس بطور ، أقسم الله سبحانه بهذا الجبل تشريفاً له وتكريماً .

/خ20