فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوبٗا مِّثۡلَ ذَنُوبِ أَصۡحَٰبِهِمۡ فَلَا يَسۡتَعۡجِلُونِ} (59)

{ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مّثْلَ ذَنُوبِ أصحابهم } أي ظلموا أنفسهم بالكفر والمعاصي ، فإن لهم ذنوباً : أي نصيباً من العذاب مثل نصيب الكفار من الأمم السابقة . قال ابن الأعرابي : يقال : يوم ذنوب : أي طويل الشرّ لا ينقضي ، وأصل الذنوب في اللغة : الدلو العظيمة ، ومن استعمال الذنوب في النصيب من الشيء قول الشاعر :

لعمرك والمنايا طارقات *** لكلّ بني أب منها ذنوب

وما في الآية مأخوذ من مقاسمة السقاة الماء بالدلو الكبير ، فهو تمثيل ، جعل الذنوب مكان الحظ والنصيب ، قاله ابن قتيبة { فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ } أي لا يطلبوا مني أن أعجل لهم العذاب ، كما في قولهم : { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصادقين } [ الأعراف : 70 ] .

/خ60