فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۥۚ بَل لَّا يُؤۡمِنُونَ} (33)

{ أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ } أي اختلق القرآن من جهة نفسه وافتعله ، والتقوّل لا يستعمل إلاّ في الكذب في الغالب ، وإن كان أصله تكلف القول ، ومنه اقتال عليه ، ويقال : اقتال عليه بمعنى : تحكم عليه ، ومنه قول الشاعر :

ومنزلة في دار صدق وغبطة *** وما اقتال في حكم عليّ طبيب

ثم أضرب سبحانه عن قولهم : { تَقَوَّلَهُ } وانتقل إلى ما هو أشدّ شناعة عليهم فقال : { بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ } أي سبب صدور هذه الأقوال المناقضة عنهم كونهم كفاراً لا يؤمنون بالله ، ولا يصدقون ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم .

/خ34