فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۖ فَبِهُدَىٰهُمُ ٱقۡتَدِهۡۗ قُل لَّآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ أَجۡرًاۖ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرَىٰ لِلۡعَٰلَمِينَ} (90)

وتقديم بهداهم على الفعل يفيد تخصيص هداهم بالاقتداء . والاقتداء طلب موافقة الغير في فعله . وقيل المعنى : اصبر كما صبروا . وقيل : اقتد بهم في التوحيد ، وإن كانت جزئيات الشرائع مختلفة ، وفيها دلالة على أنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالاقتداء بمن قبله من الأنبياء فيما لم يرد عليه فيه نصّ .

قوله : { قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً } أمره الله بأن يخبرهم بأنه لا يسألهم أجراً على القرآن ، وأن يقول لهم ما { هُوَ إِلاَّ ذكرى } يعني القرآن { للعالمين } أي موعظة وتذكير للخلق كافة ، الموجودين عند نزوله ، ومن سيوجد من بعد .

/خ90