فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوۡتُهُمۡ لِتَغۡفِرَ لَهُمۡ جَعَلُوٓاْ أَصَٰبِعَهُمۡ فِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَٱسۡتَغۡشَوۡاْ ثِيَابَهُمۡ وَأَصَرُّواْ وَٱسۡتَكۡبَرُواْ ٱسۡتِكۡبَارٗا} (7)

{ وَإِنّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ } أي كلما دعوتهم إلى سبب المغفرة ، وهو الإيمان بك ، والطاعة لك { جَعَلُواْ أصابعهم فِي آذانهم } لئلا يسمعوا صوتي { واستغشوا ثِيَابَهُمْ } أي غطوا بها وجوههم لئلا يروني . وقيل : جعلوا ثيابهم على رؤوسهم لئلا يسمعوا كلامي ، فيكون استغشاء الثياب على هذا زيادة في سدّ الآذان . وقيل : هو كناية عن العداوة . يقال : لبس فلان ثياب العداوة . وقيل : استغشوا ثيابهم لئلا يعرفهم فيدعوهم { وَأَصَرُّواْ } أي استمروا على الكفر ، ولم يقلعوا عنه ولا تابوا منه { واستكبروا } عن قبول الحق ، وعن امتثال ما أمرهم به { استكبارا } شديداً .

/خ20