فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦٓ أَنۡ أَنذِرۡ قَوۡمَكَ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

سورة نوح

هي تسع وعشرون آية أو ثمان وعشرون آية وهي مكية وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : نزلت سورة { إنا أرسلنا نوحاً } بمكة .

قوله : { إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إلى قَوْمِهِ } قد تقدّم أن نوحاً أوّل رسول أرسله الله ، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ بن قينان بن شيث بن آدم ، وقد تقدّم مدّة لبثه في قومه ، وبيان جميع عمره ، وبيان السنّ التي أرسل وهو فيها في سورة العنكبوت . { أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ } أي بأن أنذر على أنها مصدرية . ويجوز أن تكون هي المفسرة ، لأن في الإرسال معنى القول . وقرأ ابن مسعود { أنذر } بدون أن ، وذلك على تقدير القول ، أي فقلنا له : أنذر { مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي عذاب شديد الألم ، وهو عذاب النار . وقال الكلبي : هو ما نزل بهم من الطوفان .