{ يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ } هذا جواب الأمر ، و«من » للتبعيض : أي بعض ذنوبكم ، وهو ما سلف منها قبل طاعة الرسول وإجابة دعوته . وقال السديّ : المعنى يغفر لكم ذنوبكم ، فتكون «من » على هذا زائدة . وقيل : المراد بالبعض : ما لا يتعلق بحقوق العباد . وقيل : هي لبيان الجنس . وقيل : يغفر لكم من ذنوبكم ما استغفرتموه منها { وَيُؤَخّرْكُمْ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي يؤخر موتكم إلى الأمد الأقصى الذي قدّره الله لكم بشرط الإيمان والطاعة فوق ما قدّره لكم ، على تقدير بقائكم على الكفر والعصيان . وقيل : التأخير بمعنى البركة في أعمارهم أن آمنوا ، وعدم البركة فيها إن لم يؤمنوا . قال مقاتل : يؤخركم إلى منتهى آجالكم . وقال الزجاج : أي يؤخركم عن العذاب فتموتوا غير ميتة المستأصلين بالعذاب . وقال الفراء : المعنى لا يميتكم غرقاً ولا حرقاً ولا قتلاً { إِنَّ أَجَلَ الله إِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ } أي ما قدّره لكم على تقدير بقائكم على الكفر من العذاب إذا جاء ، وأنتم باقون على الكفر لا يؤخر بل يقع لا محالة ، فبادروا إلى الإيمان والطاعة . وقيل المعنى : إن أجل الله ، وهو الموت إذا جاء لا يمكنكم الإيمان . وقيل المعنى : إذا جاء الموت لا يؤخر سواء كان بعذاب أو بغير عذاب { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي شيئًا من العلم لسارعتم إلى ما أمرتكم به ، أو لعلمتم أن أجل الله إذا جاء لا يؤخر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.