فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۚ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمُ ٱلَّذِي كَانُواْ يُوعَدُونَ} (44)

وانتصاب { خاشعة أبصارهم } على الحال من ضمير يوفضون ، وأبصارهم مرتفعة به ، والخشوع الذلة والخضوع : أي لا يرفعونها لما يتوقعونه من العذاب { تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } أي تغشاهم ذلة شديدة . قال قتادة هي : سواد الوجوه ، ومنه غلام مراهق : إذا غشيه الاحتلام ، يقال : رهقه بالكسر يرهقه رهقاً : أي غشيه ، ومثل هذا قوله : { وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ } [ يونس : 26 ] والإشارة بقوله : { ذلك } إلى ما تقدّم ذكره . وهو مبتدأ وخبره : { اليوم الذي كَانُواْ يُوعَدُونَ } أي الذي كانوا يوعدونه في الدنيا على ألسنة الرسل قد حاق بهم وحضر ، ووقع بهم من عذابه ما وعدهم الله به ، وإن كان مستقبلاً ، فهو في حكم الذي قد وقع لتحقق وقوعه .

/خ44