فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَأَنَّهُمۡ يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا} (46)

{ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } أي إلاّ قدر آخر نهار أو أوّله ، أو قدر الضحى الذي يلي تلك العشية ، والمراد تقليل مدّة الدنيا ، كما قال : { لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ } [ الأحقاف : 35 ] . وقيل : لم يلبثوا في قبورهم إلاّ عشية أو ضحاها . قال الفراء والزجاج : المراد بإضافة الضحى إلى العشية إضافته إلى يوم العشية على عادة العرب ، يقولون : آتيك الغداة أو عشيتها ، وآتيك العشية أو غداتها ، فتكون العشية في معنى آخر النهار ، والغداة في معنى أوّل النهار . ومنه قول الشاعر :

نحن صبحنا عامراً في دارها *** جرداً تعادي طرفي نهارها

عشية الهلال أو سرارها *** . . .

والجملة تقرير لما يدل عليه الإنذار من سرعة مجيء المنذر به .

/خ46