فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلۡأٓخِرَةِ وَٱلۡأُولَىٰٓ} (25)

{ فَأَخَذَهُ الله نَكَالَ الآخرة والأولى } النكال نعت مصدر محذوف : أي أخذه أخذ نكال ، أو هو مصدر لفعل محذوف : أي أخذه الله فنكله نكال الآخرة والأولى ، أو مصدر مؤكد لمضمون الجملة ، والمراد بنكال الآخرة عذاب النار ، ونكال الأولى عذاب الدنيا بالغرق . وقال مجاهد : عذاب أوّل عمره وآخره . وقال قتادة : الآخرة . قوله : { أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى } والأولى : تكذيبه لموسى . وقيل : الآخرة قوله : { أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى } والأولى قوله : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إله غَيْرِي } [ القصص : 38 ] وكان بين الكلمتين أربعون سنة ، ويجوز أن يكون انتصاب نكال على أنه مفعول له : أي أخذه الله لأجل نكال ، ويجوز أن ينتصب بنزع الخافض : أي بنكال . ورجح الزجاج أنه مصدر مؤكد ، قال : لأن معنى أخذه الله : نكل الله به ، فأخرج من معناه لا من لفظه . وقال الفرّاء : أي أخذه الله أخذاً نكالاً : أي للنكال والنكال اسم لما جعل نكالاً للغير : أي عقوبة له ، يقال : نكل فلان بفلان : إذا عاقبه . وأصل الكلمة من الامتناع ، ومنه النكول عن اليمين ، والنكل القيد .

/خ26