فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ} (40)

ثم ذكر القسم الثاني من القسمين فقال : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ } أي حذر مقامه بين يدي ربه يوم القيامة . قال الربيع : مقامه يوم الحساب . قال قتادة : يقول إن لله عزّ وجلّ مقاماً قد خافه المؤمنون . وقال مجاهد : هو خوفه في الدنيا من الله عزّ وجلّ عند مواقعة الذنب فيقلع عنه ، نظيره قوله : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 46 ] والأوّل أولى . { وَنَهَى النفس عَنِ الهوى } أي زجرها عن الميل إلى المعاصي والمحارم التي تشتهيها . قال مقاتل : هو الرجل يهمّ بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها .

/خ46