تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

المفردات :

موقنين : تطلبون اليقين وتريدونه ، كما يقال : فلان منجد ، أي : يريد نجدا .

التفسير :

7- { رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } .

أي : الله تعالى أنزل القرآن الكريم في ليلة القدر بأمره سبحانه ، رحمة بعباده ، وأرسل الرسل وأنزل الكتب ، وهو سبحانه رب السماوات والأرض ، وخالقهما ومالكهما وما فيهما ، وما بينهما من الهواء والفضاء والمخلوقات .

{ إن كنتم موقنين } . أي : متحققين في اعترافكم بأن خالق الكون هو الله سبحانه وتعالى ، أو إن كنتم من أهل الإيمان واليقين ، فاعلموا أن الذي أنزل القرآن هو رب السماوات والأرض وما بينهما .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

{ رَّبُّ السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا } بدل من { رَبَّكَ } [ الدخان : 6 ] أو بيان أو نعت .

وقرأ غير واحد من السبعة والأعرج . وابن أبي إسحاق . وأبو جعفر . وشيبة بالرفع على أنه خبر آخر لإن أو خبر مبتدأ محذوف أي هو رب ، والجملة مستأنفة لإثبات ما قبلها وتعليله { إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } أي إن كنتم ممن عنده شيء من الإيقان وطرف من العلوم اليقينية على أن الوصف المتعدي منزل منزلة اللازم لعدم القصد إلى ما يتعلق به ، وجواب الشرط محذوف أي إن كنتم من أهل الإيقان علمتم كونه سبحانه رب السموات والأرض لأنه من أظهر اليقينيات دليلاً وحينئذٍ يلزمكم القول بما يقتضيه مما ذكر أولاً ، ويجوز أن يكون مفعوله مقدراً أي إن كنتم موقنين في إقراركم إذا سئلتم عمن خلق السموات والأرض فقلتم الله تعالى خلقهن ، والجواب أيضاً محذوف أي إن كنتم موقنين في إقراركم بذلك علمتم ما يقتضيه مما تقدم لظهور اقتضائه إياه ، وجعل غير واحد الجواب على الوجهين تحقق عندكم ما قلناه ، ولم يجوزوا جعله مضمون { رَبّ * السموات } الخ لأنه سبحانه كذلك أيقنوا أم لم يوقنوا فلا معنى لجعله دالاً عليه ، وكذا جعله مضمون ما بعد بل هذا مما لا يحسن باعتبار العلم أيضاً .

وفي هذا الشرط تنزيل إيقانهم منزلة عدمه لظهور خلافه عليهم ، وهو مراد من قال : إنه من باب تنزيل العالم منزلة الجاهل لعدم جريه على موجب العلم ، قيل : ولا يصح أن يقال : إنهم نزلوا منزلة الشاكين لمكان قوله سبحانه بعد : { بْل هُمْ فَى شَكّ } [ الدخان : 9 ] ولا أرى بأساً في أن يقال : إنهم نزلوا أولاً كذلك ثم سجل عليهم بالشك لأنهم وإن أقروا بأنه عز وجل رب السموات والأرض لم ينفكوا عن الشك لإلحادهم في صفاته سبحانه وإشراكهم به تعالى شأنه .

وجوز أن يكون { مُّوقِنِينَ } مجازاً عن مريدين الإيقان والجواب محذوف أيضاً أي إن كنتم مريدين الإيقان فاعلموا ذلك ، وفيه بعد ، وأما جعل { إن } نافية كما حكاه النيسابوري فليس بشيء كما لا يخفى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (7)

{ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي : خالق ذلك ومدبره والمتصرف فيه بما شاء . { إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ } أي : عالمين بذلك علما مفيدا لليقين فاعلموا أن الرب للمخلوقات هو إلهها الحق .