تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

36

المفردات :

فيحفكم : فيجهدكم بطلب كل المال ، ويلحف عليكم في المسألة ، يقال : أحفى وألحف في طلب الشيء ، أي : بالغ في تقاضيه وأفرط .

تبخلوا ويخرج أضغانكم : إن يسألكم أموالكم بتشدد تبخلوا بها ، ويبرز أحقادكم على رسوله صلى الله عليه وسلم .

التفسير :

37- { إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم } .

إن يسألكم الله جميع أموالكم ، ويبالغ في السؤال والإلحاح ، لتنفقوا جميع أموالكم ، فستقابلون ذلك بالبخل والشح ، والحقد على الرسول الأمين ، لأنكم تكرهون إخراج أموالكم كلها ، وتحقدون على من يطلب ذلك منكم .

قال قتادة : فإن المال محبوب ، ولا يصرف إلا فيما هو أحب إلى الشخص منه .

وقال سفيان بن عيينة : أي : لا يسألكم كثيرا من أموالكم ، إنما يسألكم ربع العشر فطيبوا أنفسكم .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِن يَسۡـَٔلۡكُمُوهَا فَيُحۡفِكُمۡ تَبۡخَلُواْ وَيُخۡرِجۡ أَضۡغَٰنَكُمۡ} (37)

{ ؤإِن يَسْئَلْكُمُوهَا } أي أموالكم { فَيُحْفِكُمْ } فيجهدكم بطلب الكل فإن الإحفاء والإلحاف المبالغة وبلوغ الغاية في كل شيء يقال : أحفاه في المسئلة إذا لم يترك شيئاً من الإلحاح وأحفى شاربه استأصله وأخذه أخذاً متناهياً ، وأصل ذلك على ما قال الراغب : من أحفيت الدابة جعلته حافياً أي منسحج الحافر والبعير جعلته منسحج الفرسن من المشي حتحتى يرق { تَبْخَلُواْ } جواب الشرط ، والمراد بالبخل هنا ترك الإعطاء إذ هو على المعنى المشهور أمر طبيعي لا يترتب على السؤال { وَيُخْرِجْ أضغانكم } أي أحقادكم لمزيد حبكم للمال وضمير { يَخْرُجُ } لله تعالى ويعضده قراءة يعقوب . ورويت أيضاً عن ابن عباس { وَنُخْرِجُ } بالنون مضمومة ، وجوز أن يكون للسؤال أو للبخل فإنه سبب إخراج الأضغان والإسناد على ذلك مجازي ، وقرأ عبد الوارث عن أبي عمرو { وَيُخْرِجْ } بالرفع على الاستئناف ، وجوز جعل الجملة حالاً بتقدير وهو يخرج وحكاها أبو حاتم عن عيسى ، وفي «اللوامح » عن عبد الوارث عن أبي عمرو { وَيُخْرِجْ } بالياء التحتية وفتحها وضم الراء والجيم { أضغانكم } بالرفع على الفاعلية .

وقرأ ابن عباس . ومجاهد . وابن سيرين . وابن محيصن . وأيوب بن المتوكل . واليماني { وَتُخْرِجُ } بتاء التأنيث ورفع { أضغانكم } ، وقرئ { وَيُخْرِجْ } بضم الياء التحتية وفتح الراء { أضغانكم } رفعاً على النيابة عن الفاعل وهي مروية عن عيسى إلا أنه فتح الجيم بإضمار أن فالواو عاطفة على مصدر متصيد أي يكن بخلكم وإخراج أضغانكم .